كلمة نقيب أطباء الأسنان في سوريا

 دمشق ... ويفوح ... العطر ...

دمشق .. وليزهر الجوري والياسمين ...

مهد الحضارة أنت .. وأيقونة التاريخ ...

دمشق ... وستبقى سيف المجد .. بل أنت كل المجد ...

هي سنوات عجاف مرت علينا كسحابة سوداء فوق سمائنا الطاهرة لتمطر حجارة من سجيل                                 

فوق المعتدين وليبق لوطن شامخا . حرا .. أبيا .. ما بقيت الشام وقاسيون التاريخ ..

ولأننا أبناء دولة الحق والقانون والتعددية والديمقراطية , ولأننا أطباء الأسنان جزء من هذا

الشعب الحر في وطن .. هو سورية ... , فإننا كنقابيون ننظر إلى تباشير النصر التي

أصبحت في متناول اليد , سنمضي بخطى حثيثة في درب إعادة الإعمار يدا بيد .

اليوم بفضل تكاتف جهودكم وتضافرها والدعم المميز من قيادتنا السياسية ومن وزارتنا الأم

نشق طريق التحول على صعيد مهنة طب الأسنان لنحقق حلمنا بالارتقاء إلى مستوى العالمية

مع الجودة والاعتمادية ... ونخطو الخطوات الأولى في تغيير مستقبل أطباء الأسنان في

سورية , ليكن الاختصاص عنوان هذه المرحلة ويصبح الاخصائيون هم الأغلبية الساحقة

ونقلب المعادلة التي لطالما كانت سائدة ...

لقد تفتحت باكورة هذا الحلم وأصبحت واقعا حضاريا في دمشق

من خلال المركز الطبي الحضاري لتأهيل وتدريب أطباء الأسنان الذي أقامته النقابة ..

لنبدأ باستقبال الأعداد الأولى من المقيمين للاختصاص ومن اللذين فاتتهم الفرص من الخريجين

الجدد .. وطلائع المفاضلة الخاصة بنقابة أطباء الأسنان في سورية في طريقها إلى الظهور ...

لم يكن هذا طموحنا فقط فلطالما كان واقع أطباء الأسنان في سورية وهمهم اليومي هاجسا

يشغل بالنا للوقوف إلى جانبهم ودعم مستواهم الاقتصادي , فكان لابد من البحث عن وسائل

استثمارية ترتقي خزانة التقاعد وتساهم في رفع الراتب التقاعدي , فانطلقت شركة الرعاية

الطبية لتشمل تأمين العمليات الجراحية لأطباء الأسنان كافة , وتدعم وترفد خزانة التقاعد

بموارد إضافية تساهم لاحقا في رفع الراتب التقاعدي وتفتح أبواب الاستثمار في التأمين...

ولأننا نعتبر أنفسنا فاعلين متفاعلين في وطن واحد حافظنا على التسعيرة رغم الأعباء المالية

التي حملناها جراء ارتفاع أسعار تجهيزات ومواد الأسنان.. كي نتمكن من تقديم الخدمة

الطبية اللائقة والمتميزة للمواطنين , وها نحن اليوم في صدد التعاون والتشارك مع النقابات

الطبية من أجل افتتاح عيادات شاملة في المحافظات تساهم في توظيف الأطباء المتضررة

عياداتهم وتقدم الخدمة العلاجية للمواطن وترفد خزانات تقاعد بواردات إضافية, وحيث أن

المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا ,نقف اليوم متعاضدين مع بعضنا ليفتح العديد من أطباء

الأسنان عياداتهم لاستقبال ذوي الشهداء ومعالجة أسرهم مجانا وذلك أقل ما يمكن أن نقدمه

لأجل من قدم دمائه فداء لصمود هذا الوطن .

أيتها الزميلات .. أيها الزملاء ..

إن نقابتكم وفروعها تسير في الريادة رغم الصعاب والتحديات مستنيرة  بأخلاقيات ومثل قائد هذا

الوطن السيد الرئيس بشار الأسد الذي دعم النقابات وأكد على دورها في أخذ المبادرة الجريئة

والذكية , لتكون مكونا فاعلا في العمل الوطني العام ..

وأخيرا أقول ...

إن شعبنا بنى أعرق حضارة في التاريخ .. وأسس  للأبجدية الأولى .. وعلم العالم مفاتيح

العلم والنور , فهو قادر على إعادة بناء مستقبل أكثر إشراقا وعنوانه المحبة والسلام .. معا

نبني .. معا نرتقي .. لأجلك سورية .

                                                            نقيب أطباء الأسنان في سوريا

                                                             الأستاذ الدكتورة فاديا ديب