المؤتمر التاسع والثلاثون لأطباء الاسنان

أوصى المؤتمر العام التاسع والثلاثون لنقابة أطباء الأسنان في سورية في اختتام أعماله اليوم بالعمل على إنشاء مشاريع استثمارية في الفروع لزيادة رأسمال الصناديق النقابية والعمل على إقامة دورات تخصصية في النقابة المركزية والفروع.

وتمحورت التوصيات حول فتح مراكز تخصصية جديدة في الفروع وضبط أسعار المواد والتجهيزات في العيادات الطبية وإنشاء صندوق تكافل فرعي صحي في محافظة طرطوس ومراقبة المواد والاسعار المتعلقة في مجال طب الأسنان وتفعيل عمل الشركة الطبية السنية من حيث التصدير والاستيراد وإحداث وتفعيل مستودعات تعاونية في الفروع وحصرية تامين مستلزماتها من المواد والتجهيزات من الشركة الطبية العائدة للنقابة وربط المركز الوطني بمراكز عالمية متخصصة بالمنتجات المخبرية الخاصة بطب الأسنان.

وطالبت التوصيات بتشجيع البحث العلمي في النقابة المركزية والفروع والحفاظ على النظام التعاوني وإيجاد تعاقدات جديدة مع مؤسسات القطاع العام وربط المركز الوطني بمراكز عالمية متخصصة بالمنتجات المخبرية الخاصة بطب الأسنان و”العمل على رفع تسعيرة المعالجات في العيادات بما يناسب ارتفاع أسعار المواد والتجهيزات” ورفع التعويضات للمكلفين بالمهام النقابية وزيادة الرسم السنوي المخصص لخزانة التقاعد لتأمين تعويض نهاية الخدمة والرواتب التقاعدية لأطباء الأسنان المحالين على التقاعد.

وناقش المشاركون في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان “سورية لنا .. سيادتها كرامتنا .. من أجلها .. رح نشارك” التقارير المقدمة من مجلس النقابة المركزية وأوراق العمل المقدمة من الفروع والبرامج المنفذة خلال العام الماضي والتوجهات العامة لخطة عمل النقابة خلال العام الجاري.

 

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر نقل الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال تحية السيد الرئيس بشار الأسد وتقديره وتمنياته للقائمين على المؤتمر بنجاح أعمال المؤتمر وتحقيق أهدافه في خدمة الوطن والمواطن داعيا أطباء الأسنان في سورية إلى المواءمة بين هموم المهنة باعتبارها إنسانية وهموم الوطن من خلال العمل النقابي والتشاركي.

ولفت الهلال إلى أن النشاط المهني لنقابة أطباء الأسنان في هذه الفترة يكتسب صبغة وطنية لأنه “يعزز التصدي الشعبي العام للحرب الظالمة على سورية” ولذلك ركز شعار المؤتمر على “المشاركة في انتخابات مجلس الشعب والتأكيد على الرابط بين المشاركة بالاستحقاق الدستوري ومفهوم السيادة والكرامة”.

من جانبه أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي حرص الوزارة على تحسين واقع ممارسة المهن الطبية من خلال تعزيز التشاركية والتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية والنقابات الطبية المهنية ولا سيما نقابة أطباء الأسنان وإشراك هذه الجهات في التخطيط ووضع القوانين والإجراءات الكفيلة بتجاوز التحديات وحل المشكلات بما يسهم في الارتقاء بالواقع الصحي عموما.

وأشار الوزير يازجي إلى أن الوزارة تصدت انطلاقا من مسؤولياتها خلال الازمة للصعوبات والتحديات وعمدت إلى إعادة برمجة أولوياتها بهدف الحفاظ على الصحة العامة والاستمرار في إتاحة الخدمات الطبية للمواطنين بشقيها الوقائي والعلاجي بما في ذلك خدمات الصحة الفموية وتعزيزها وهي لا تزال تولي التدريب المهني والتعليم الطبي المستمر الاهتمام اللازم.

وأضاف يازجي إن الوزارة وفرت الخدمات الطبية العلاجية الخاصة بجراحة الفم والفكين في الأقسام الطبية التخصصية بالمشافي العامة إضافة إلى إعادة تأهيل عيادات صحة الفم والأسنان التي دمرتها التنظيمات الإرهابية المسلحة وذلك من خلال رفدها بالاحتياجات المطلوبة لتكون قادرة على تقديم خدماتها مجددا للمواطنين إلى جانب الاهتمام ببرامج الاختصاصات الطبية المختلفة في مجال طب الأسنان على المستوى الوطني.

وقد ألقت الدكتورة فادية ديب نقيب اطباء الاسنان في سوريا الكلمة التالية:


الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي راعي هذا المؤتمر

الرفاق أعضاء القيادة القطرية 

السيد الدكتور نزار يازجي وزير الصحة

السادة المسؤولون في الحزب والدولة ومجلس الشعب والمنظمات والاتحادات والنقابات والجامعات 

الزملاء أعضاء المؤتمر العام

أيها الحضور الكريم: 

الأولُ من نيسان... رأسُ السنةِ السورية ....أقدمُ تاريخٍ في الشرق الادنى

 يأتينا الربيعُ...ربيعنا حقيقي .... وربيعهم زائف...

 

يأبى التاريخُ .. إلا أن يُكتَبَ سورياً

من هنا.. انطلقت الحضارة ..... وهنا ستزدهر .....

 

  

أيها الحضور الكريم:

انها مهنة طب الأسنان .... ترتقي اليومَ وتتحول، وتباشيرُ النصرِ تلوح أمام أعيننا بعد خمس سنوات عجاف...

يتحقق الحلم ... وينار دربٌ " جديد من دروب الاختصاص عبر انطلاق أعمال المركز الوطني الأول للاختصاصات الطبية والبورد السوري، الذي أقلع في بداية هذا العام باستقبال حوالي تسعين طبيباً مقيماً للاختصاص خلال مفاضلتين متتاليتين لثلاث اختصاصات جديدة في عالم طب الأسنان.

لن تكون دربُنا قصيراً ، فالمشوار... ابتدأ.

ابتدأ لاستقبالِ باقي الإختصاصات ، لتصبحَ بعدَ حينٍ رؤيتنا أمراً واقعاً بتحويل العيادات الفردية إلى مراكز تخصصية نوعية تهدف  للوصولِ إلى المثالية في علاجِ للمواطن ، والعدالة في توزيع الدخل للطبيب...

اننا نؤمن بالتشاركيةُ في عملنا مع الجهات الحكومية، فتحقيق النجاح يحتاج لروح الفريق واستثمار كامل الجهدِ البشري والرأسمال الوطني في برامج طموحةٍ قابلةٍ للتطوير، اطارها العلمُ والأخلاق والإحساسُ الوطني ..

لقد ساهمت العقولُ المنفتحةُ في وزارة الصحةِ في انجاح جزءٍ كبيرٍ من طموحاتنا، وها نحن نقرع أبواب وزارة الداخلية لنضع معاً اللمساتِ النهائية لمشروعِ قانونِ بصمةِ الأسنانِ و تعليماته التنفيذية، لنشارك من خلالِ  تخصصنا في حماية بلدنا من المتسللين اليهِ بوجوهٍ مختلفةٍ وتوثيقِ أليةٍ متطورةٍ للتعرفِ على الاشخاص لا تتأثر لا بالحريق ولا بالغريق ، ونثبتُ للجميعِ أنَ الضغطَ والحصار علينا ، لا يزيدنا إلا حصانةً وخبرةً لرفع سوية مناعتنا وتطوير أنفسنا.

أيتها الزميلات .... أيها الزملاء

إن الضرورات اليوم ، تحتمُ علينا كنقابيين ، أن نشاركَ في رفعِ الهَم عن المواطن ، كل ضمن قدراتهِ وامكاناتهِ ،وضمن هذا المجال ، وضعنا الأحرف الأولى لتوقيع اتفاقية تعاون ثنائية مع مؤسسة الأولمبياد الخاصة بذوي الإحتياجات لتقديم العلاج السني المجاني لهم التزاماً منا بواجِبنا الأخلاقي في المساهمة في تقديم الخدمة الطبية الإنسانية وصيانة حياة الإنسان  التي التزمنا بها حين أدينا جميعاً قسم أبقراط قيل البدءِ بمزاولةِ المهنة ....

وايماناً منا بأهمية التشاركية في نجاحِ أهدافنا ، فقد أسسنا لمشاريع مشتركة مع النقابات المهنية {الأطباء – الصيادلة – المعلمين –المهندسين-و المحامين}في مجالات مختلفة أقلع العديد منها كالتأمين الصحي والمجمعات السكنية وغيرها.

ووضعنا اسساً للعمل المشترك لمواجهة العقباتِ المشتركة يداً واحدة والتي تعرقل أدائنا وأهدافنا.....

وانطلاقاً من احساسنا القومي ، فقد تابعنا مسيرةَ التواصلِ والحوار مع النقابات العربية والصديقة ضمن اطار الإتحاد العربي لأطباء الأسنان العرب حيث تم انتخاب سورية كرئيس للجنة العلمية ورئيس تحرير مجلة طب الفم والأسنان...

وأصبحنا أعضاءً في الإتحاد العالمي لأطباء الأسنان الFDI حيث أبدى الإتحادُ استعدادهُ للتعاون باعداد برامج التعليم و التطوير المستمر عبر استقدام أهم الباحثين العالميين في مجال الوسائل العلاجية والتقنية الحديثة ..

ولأننا نؤمن بأن العلم هو أساس الإرتقاءِ والتطور تم الأتفاقُ مع العديد من الجامعات العربية والأجنبيةِ على التعاون والتبادل الثقافي مع المركز الوطني للبورد السوري ، كالجامعة اليسوعية والعربية واللبنانية في بيروت واساتذةِ جامعة فرانكفورت في المانيا ومانشستر في بريطانيا وغيرها.....

 

أيتها الزميلات .... أيها الزملاء ... الحضور الكريم...

لا شك أن مهنتَنا قد عانت الكثير في ظل الحرب على سورية على مختلف الأصعدة ، انعكس سلباً على واقع طبيبِ الأسنانِ السوري وحاله ومستواه الإقتصادي،

فالحصار الإقتصاديُ على سورية و تغيُرُ سعر صرفِ الدولار المستمر قد انعكس على مواد طب الأسنان التي يستخدمها الطبيب في العلاجِ اليومي ، حيث فُقِدت العديد من أنواع هذه المواد ، وارتفعت اسعارها بشكل جنوني , ان توفرت نظراً لكونها مستوردة بالكامل ...مما شكل هماً كبيراً وضغطاً خانقاً على الطبيب المتوقعُ منه الألتزام بالتسعيرةِ المقرة من وزارة الصحة منذ عام 2013 ، حيث بدأت صرخات الإستغاثة تعلو في كل مكان ومؤتمر ومناسبة مناشدةً النقابة ووزارةُ الصحة بوضع آلية تسعير مختلفة لا تتأثر بالمتغيرات الإقتصادية ، حرصاً من طبيب الأسنان على أهميةِ وضرورة التقيد بأصول التسعير القانونية وعدم دفعه للخروج عن اطارها....

كما أن ازدياد أعداد الخريجين من أطباء الأسنان وازديادَ الإقبالِ الهائل للتسجيلِ في كليات طب الأسنان الحكومية والخاصة والناجم عن المفاهيم المجتمعية السائدة، وسياسة القبول الجامعي غير المدروسة لحاجات سوق العمل السورية المتغيرة وفق الظروف ، قد أدى إلى ازدياد الإزدحام في هذه المهنة مما خلق سوقاً تنافسية تشوبها العديد من الأمراض ، ودفع العديد للبحث عن فرص عمل مختلفة في الخارج تضمن لهم العيش الكريم ...

ولأننا نثق أن التشارك في الرأي يهيىءُ للوصول إلى القراراتِ الصائبة و المدروسة فقد طالبنا مراراً وتكراراً بضرورة تمثيل النقابات في مجلس الإستيعابِ الجامعي لتضع الوزارة في واقع سوق العمل سنوياً والأسباب الموجبةِ لفتح آفاق كليات في اختصاصات نوعية جديدة تخدم ُحاجة البلد لها....

أيتها الزميلات ... أيها الزملاء ..

إن أطباء الأسنان اليوم ، يتطلعون إلى نتائج مؤتمرنا .. آملين أن نصل إلى وضع استراتيجيات حقيقيةٍ وجادة  لحل مشاكلهم وهمومهم المتعددة التي حملوكم اياها ، فقد أصبحت الضغوط المختلفة والمتراكمة دافعاً غير مستحب لهجرةِ العديدِ منهُم ، ولا بد أن أشير إلى الغبن الذي لحَقِ بهم جراء تصنيفهم كمهن تجارية في الضريبة وعدادات الكهرباءِ والماءِ ، مضافاً له الضريبة المزدوجة المفروضة على عياداتهم ومعالجاتهم ، وما زالوا ينتظرون و يتأملون أنصافهُم من وزارة المالية والجهات المختصة ....

أدعوكم اليوم ... أعضاء المؤتمر العام ... إلى تحمل مسؤولياتِكم في مسيرة عملكم النقابي الذي اخترتموه طواعيةً ، وتحقيق آمال الأطباء الذين عقدوا أمالهم علينا جميعاً عبر انتخابنا ممثلين لهم .كما عودتموهم دائماً أن تكبروا أمام الصعاب وتزدادوا قوة أمام الضغوط .. لنضع استراتيجيات عمل حقيقية وجادة ،عبر البحث والنقاشِ والتعاونِ مع الجهات المختلفة للوصول إلى آمالنا وأهدافنا وللإرتقاء بمهنتنا وتطويرها ، فلطالما كانت هذه المهنة هنا في سورية جاذباً هاماً للسياحة الطبية ، ولطالما كان أطباء الأسنانِ السوريين سفراء حقيقيين في الخارج.......

وأخيراً أقول :

سورية ... تنادينا جميعاً .. لنمد لبعضنا يد المحبة والتعاون ... لنحميها .. لنبنيها... لنُبقي رايتها شامخةً شموخ قاسيون...

وأختم فأقول:

كل الاجلالٍ والخشوع .... لأرواح شهدائنا الأبرار

كل الولاء والمحبة والإخلاص .... للقائد الرمز .. الرئيس بشار الأسد

كلُ الاكبارِ والامتنان ... لجيشنا الباسل الجبار،

ولا بد من أن نرفعً جميعاً  القبعاتِ للشعب العربي السوري المقاوم.....

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته